قول
الإمام الأَدْرَمِي في هذا الباب: وقال مُحمَّد بن عبد الرحمن الأَدْرَمِي لرجل
تكلم ببدعة، ودعا النَّاس إليها:
*****
«محمد بن عبد الرحمن
الأَدْرَمِي» - هكذا سُمي - قال لرجلٍ يناظره عند الخليفة الواثق بن المعتصم العباسي؛
لأنه في عهد المأمون ظهرت بدعة القول بخَلق القُرْآن بتأثير المعتزِلة، فتبناها
المأمون كما تبنى غيرها من الأمور التي تحمَّلها - والله المستعان - لكن من أخطرها
فتنة القول بخَلق القُرْآن، وتعذيبه للأئمة وقتله لبعضهم لما لم يستجيبوا له، ومن
هَؤُلاءِ رجل شيخ كبير، ولقد ذكر الذهبي في «سير أعلام النبلاء» [10/ 307- 310] القصة ولم يسمِّ
الشَّيخ، يقول: شيخ من أَذَنة - اسم بلد - دخل على الواثق وعنده رأس الفتنة أحمد بن
أبي دُؤاد الذي آذى النَّاس بعد بشر المَريسي، آذى النَّاس بحملهم على هذا الكفر،
فأتى الله بهذا الشَّيخ فخَصَمه عند الواثق بهذه المناظرة التي ذكر الشَّيخ طرفًا
منها.
هو أحمد بن أبي
دُؤَاد، رأس الفتنة عند الواثق العباسي؛ لأنه توالى على المُسْلمِين فتنة القول
بخَلق القُرْآن على أيدي ثلاثة من الخلفاء العباسيين: المأمون، وأخوه المعتصم،
والواثق بن المعتصم، حتَّى جاء المتوكل فناصر السنة وقمع أهل البدعة.
وهي بدعة خَلق القُرْآن.