يَكُن لَّهُۥ نَصِيبٞ
مِّنۡهَاۖ وَمَن يَشۡفَعۡ شَفَٰعَةٗ سَيِّئَةٗ يَكُن لَّهُۥ كِفۡلٞ مِّنۡهَاۗ﴾ [النساء: 85] ومن الشَّفاعَة
السيئة الشَّفاعَة في إسقاط الحدود، هذه شفاعة سيئة -والعِيَاذ باللهِ- مضادة لحكم
الله سبحانه وتعالى.
هذه هي الشَّفاعَة
في الأصل، أما الشَّفاعَة في الآخِرَة فهي الدُّعَاء، وذلك بأن يكرم الله سبحانه
وتعالى بعض عباده بأن يتقبل دُعَاءه في المشفوع له، والشَّفاعَة تكون بشرطين:
بإذن الله جل وعلا للشافع، وبرضاه عن المشفوع فيه بأن يكون من أَهْل
التَّوحِيد والإِيمَان، أما الكافر فإنه لا تقبل فيه شفاعة: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ
ٱلشَّٰفِعِينَ﴾ [المدثر: 48] ﴿مَا
لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18].
فالشَّفاعَة إنما
تكون لأَهْل الإِيمَان، وهي أن الله يكرم بعض عباده بأن يقبل شفاعته ووساطته
ودعوته فينفع بها المشفوع فيه إذا كان من أَهْل الإِيمَان.
الشَّفاعَة الثانية: من خصائص النَّبي
صلى الله عليه وسلم شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، فأول من يستفتح باب
الجنة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم وأول من يدخلها من الأمم أمته عليه الصلاة
والسلام، فيشفع لأهل الجنة أن يدخلوا الجنة، وتُفتح لهم أبوابها بشفاعته صلى الله
عليه وسلم.
ومن الشفاعات الخاصة به صلى الله عليه وسلم شفاعته في عمه أبي طالب، هذه خاصة بالرَّسُول؛ لأن أبا طالب كافر، مات على الكفر على ملة عبد المطلب، وهي عبادة الأوثان، ولكن لمواقفه مع النَّبي صلى الله عليه وسلم ودفاعه عن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فإن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يشفع فيه يوم القِيَامة أن يخفف عنه