فيمن
دخل النَّار من أمته من أهل الكبائر فيخرجون بشفاعته بعدما احترقوا وصاروا فحمًا
وحُممًا
****
العذَاب، لا يشفع
بالخروج من النَّار؛ لأن الكافر لا يمكن أن يخرج من النَّار، لكن يشفع في عمه أبي
طالب في تخفيف العذَاب عنه، فيكون في ضحضاح من نار، أو يكون في أخمَص قدمه جمرة من
النَّار يغلي منها دماغه، ما يُرى أن أحدًا من أهل النَّار أشد عذَابا منه مع أنه
أهون أهل النَّار عذَابا! هذه شفاعة خاصة بالرَّسُول صلى الله عليه وسلم لأبي
طالب، أما بقية الكفار فلا أحد يشفع فيهم، ولا تنفعهم شفاعة الشافعين. ومن
الشفاعات المشتركة: الشَّفاعَة في أهل الكبائر الذين استحقوا دخول النَّار، فيشفع
صلى الله عليه وسلم هو والأَنبِيَاء والصَّالِحون في هَؤُلاءِ أن لا يدخلوا
النَّار، أو إذا دخلوا النَّار وعُذبوا فيها يشفع في إخراجهم منها، يشفع النَّبي
صلى الله عليه وسلم ويشفع غيره من الأَنبِيَاء، ويشفع الصَّالِحون، فيشفعون لهم
بالدُّعَاء والتضرع إلى الله بإخراجهم من النَّار، فيقبل الله شفاعتهم ويخرجهم من
النَّار، وهذه الشَّفاعَة في أهل الكبائر خاصة بأَهْل الإِيمَان.
الخوارج والمعتزِلة يَنفون الشَّفاعَة في أهل الكبائر؛ لأنهم يحكمون على مرتكب الكبيرة بالكفر، فلا تنفعهم الشَّفاعَة عندهم، ويقولون: من دخل النَّار لا يخرج منها. وهذا مذهب باطل، بل من دخل النَّار من أَهْل التَّوحِيد وأَهْل الإِيمَان فإنه يخرج منها ولا يخلد فيها أبدًا، إنما يُخلد في النَّار أَهل الكفْر والشرك - والعِيَاذ باللهِ - أما أَهْل التَّوحِيد المذنبون وأصحاب الكبائر، فإنهم وإن دخلوا النَّار بذنوبهم