فيدخلون
الجنة بشفاعته ولسائر الأَنبِيَاء والمُؤْمنِين والملاَئكَة شفاعات ،
****
فإنهم لا يُخلدون
فيها، بل يخرجون منها إما بشفاعة الشافعين، وإما برحمة أرحم الراحمين، وإما بنهاية
عذَابهم، فيخرجون من النَّار كالفحم محترقين، أو كالشَّيء الأسود من الاحتراق،
فيُلقون في نهر على باب الجنة يقال له نهر الحياة، فتنبت أجسامهم، ثم يؤذن لهم
بدخول الجنة.
في مثل هَؤُلاءِ هذه
الشَّفاعَة ليست خاصة بالرَّسُول صلى الله عليه وسلم بل هي مشتركة، يشفع
الملاَئكَة، ويشفع الأَنبِيَاء والمرْسلُون، ويشفع الأَوليَاء والصَّالِحون، لكن
لا بُدَّ من شرطين: أن تكون الشَّفاعَة بإذن الله، وأن يكون المشفوع فيه من أَهْل
التَّوحِيد ومن أَهْل الإِيمَان.
والشَّفاعَة تُطلب
من الله لا تطلب من المخلوق، فتقول: اللهم شفع فيّ نبيك وعبادك المُؤْمنِين، اللهم
لا تحرمني شفاعة نبيك وشفاعة أنبيائك وعبادك المُؤْمنِين، تُطلب من الله جل وعلا
لأنها ملك لله: ﴿أَمِ
ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ شُفَعَآءَۚ قُلۡ أَوَلَوۡ كَانُواْ لَا
يَمۡلِكُونَ شَيۡٔٗا وَلَا يَعۡقِلُونَ ٤٣ قُل لِّلَّهِ ٱلشَّفَٰعَةُ جَمِيعٗاۖ لَّهُۥ
مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾ [الزمر: 43- 44].
فهَؤُلاءِ الذين يتوجهون إلى القبور والأَموَات، ويطلبون منهم الشَّفاعَة، فعلهم هذا شرك أكبر، الميت لا يُطلب منه شيء، والحي تطلب منه الشَّفاعَة بمعنى الدُّعَاء، فيدعو الله جل وعلا لك، وهذه الشَّفاعَة تكون من الأحياء في الحياة الدُّنيَا وفي الآخِرَة، أما بعد الموت فلا يطلب من الميت شيء لا شفاعة ولا دُعَاء ولا غيره.
الصفحة 4 / 304