×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وأشراط السَّاعَة كثيرة، منها العلامات الأولى، ومنها المتوسطة، ومنها الأخيرة، أما الأولى فقد حصلت وانتهت - والله أعلم - منها بَعْثة النَّبي صلى الله عليه وسلم، فبعثة النَّبي صلى الله عليه وسلم فهي من أشراط السَّاعَة؛ لأنه نبيّ السَّاعَة عليه الصلاة والسلام، قال: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ» وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى ([1]). فهو نبي السَّاعَة عليه الصلاة والسلام، لا نبي بعده إلى أن تقوم السَّاعَة. وما حدث من الفتوحات وانتشار الإِسْلاَم كل هذا من علامات السَّاعَة، انتصار الإِسْلاَم وانتشاره في الأَرض كل هذا من علامات السَّاعَة. وما حدث من الفتن بين النَّاس والحروب وسفك الدماء كل هذا من علامات السَّاعَة؛ لأن الرَّسُول صلى الله عليه وسلم أخبر عن ذلك.

والعلامات المتوسطة وهي كثيرة جدًا، وتحدث عجائبُ الواحدة تِلْوَ الأخرى. ونحن نعيش في أمور تتجدد وتحدث عجائب الآن، هذه من علامات السَّاعَة. هذه المخترعات هذه الصناعات هذا الاتصال السريع، هذا من علامات السَّاعَة، وما أخبر به صلى الله عليه وسلم من تقارب البلدان.. كله من علامات السَّاعَة وقد حدث.

ثم تأتي العلامات الأخيرة العشر وهي تتابع: أولاً: خروج المهدي من آل بيت الرَّسُول صلى الله عليه وسلم من ذريّة الحسن، اسمه كاسم الرَّسُول صلى الله عليه وسلم مُحمَّد بن عبد الله، فينشر العدل، وينشر الإِسْلاَم، وينصر الله به الدين، ويملأ الأَرض عدلاً كما مُلِئَتْ جَوْرًا. ثم في وقته يخرج المسيح الدَجَّال الأعور الكذاب، الذي يجعل الله على يديه فتنةً عظيمة، ومحنة عظيمة، حكمة منه سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6504)، ومسلم رقم (2951).