×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

مثل: خروج الدَجَّال ،

****

ثم ينزل المسيح عِيسَى ابن مَريَم عليه الصلاة والسلام في آخر أيام الدَجَّال، ينزل من السَّمَاء ويقتل الدَجَّال، ويحكم بالإِسْلاَم وهو شريعة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم ويبقى في الأَرض مُدّة، ثم يأتيه الموت عليه الصلاة والسلام، ويموت بأجَلِه الذي قدره الله له، قال تعالى: ﴿وَإِن مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا لَيُؤۡمِنَنَّ بِهِۦ قَبۡلَ مَوۡتِهِۦۖ [النساء: 159] أي: المسيح عليه السلام؛ فدل على أنه يموت في آخر الزَّمان، ويُدفَن كغيره من الأَنبِيَاء.

ثم خروج يأجوج ومأجوج، وهما قبيلان من بني آدم، فيهم شر عظيم وفيهم فتن وسفك دماء ومضايقات لأَهْل الإِيمَان. ثم خروج الدابة التي تميز بين المسلم والكافر ﴿وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَيۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دَآبَّةٗ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ تُكَلِّمُهُمۡ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل: 82] فتضع على المؤمن علامةً يُعرف بها أنه مؤمن وتضع على الكافر علامة يُعرف بها أنه كافر، فيصبح النَّاس يعرف بعضهم بعضًا المؤمن مؤمن والكافر كافر.

ثم خروج الشمس من مغربها، وهذه آخر العلامات الكبرى، فإذا خرجت الشمس من مغربها انتهى قبول الإِيمَان وقبول التوبة، ثم خروج النَّار من قعر عدن، تحشر النَّاس إلى الشام، تبيت معهم حيث باتوا وتَقِيل معهم حيث قالوا، وتسوقهم إلى المحشر.

سُمّي الدَجَّال؛ لأنه كذاب من الدَّجَل، وهو الكَذِب، وسُمّي بالمسيح، لأنه يمسح الأَرض بسرعة، يسير فيها بسرعة، وقيل: سمي بالمسيح لأنه ممسوح العين أعور، ويَدّعِي أنه الله جل وعلا والله جل وعلا ليس بأعورَ. ومكتوبٌ بين عينيه كافر، يقرأه كل أحد. فهو دَجَّال خبيث، هو مسيح الضلالة، ويُنزِّل الله مسيحَ الهداية وهو عِيسَى ابن مَريَم عليه السلام، 


الشرح