×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ونزول عِيسَى ابن مَريَم عليه الصلاة والسلام فيقتله، وخروج يأجوج ومأجوج

****

سُمّي بالمسيح؛ لأنه يمسح على المريض فيُشفى بإذن الله، بمجرد ما يمسح على المريض يُشفى بإذن الله.

فالمسيح «مسيح الهداية» يقتل مسيحَ الضلالة، يطلبه ويقتله بباب لُدٍّ في فلسطين، واللدُّ بلدة في فلسطين فيقتله هناك، ثم إنه عليه الصلاة والسلام يحكم بشريعة الإِسْلاَم، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويحكم بالإِسْلاَم شريعة مُحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ فيكون متبعًا لرسول الله، وحاكمًا بشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يأجوج ومأجوج قبيلان من بني آدم، قصتهم مذكورة في القُرْآن الكريم، وذلك أن الملك العظيم المؤمن ذا القرنين مكّنه الله سبحانه وتعالى، فسار في مشارق الأَرض ومغاربها، يدعو إلى الإِسْلاَم وإلى التَّوحِيد، ويجاهد في سبيل الله، فلما بلغ بين السدين - وهما جبلان عظيمان - وجد من دونهما قومًا لا يكادون يفقهون قولاً، وهم يأجوج ومأجوج يهددون البشرية، ﴿قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰٓ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدّٗا ٩٤ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيۡرٞ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا [الكهف: 94- 95] فرفض أن يأخذ منهم شيئًا، وأخبر أنه عنده ما يكفي مما أعطاه الله سبحانه وتعالى، ثم طلب منهم أن يحضروا له المواد والأشياء، فقام وبنى هذا السد العظيم، ساوى بين الصدفَيْنِ بين الجبلَيْنِ، وجعله سدًّا عظيمًا أملس، لا أحد يستطيع أن يخرقه، ولا أحد يستطيع أن يظهره أي يرقى عليه. فصار هذا السد من نعم الله على البشرية، قال ذو القرنين: هذا رحمة من ربي.


الشرح