ولا
نتأوله بتأويل يخالف ظاهره، ولا نشبهه بصفات المخلوقين
*****
والصِّفَات، لا ننفي
هذا بل نُثبت ما دل عليه كما أثبته الله ورسوله.
هذا واجبُ المسلم،
الإِيمَان والتعليم والانقياد لما صح عن الله ورسوله، ولا يتدخل بعقله وفكره
واعتراضاته وتشكيكاته، أو يقبل كلام المضللين وشبهات المشبِّهين، لا يلتفت إلى هذه
الأمور: ﴿وَمَا
كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن
يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ
فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزاب: 36] فالمدار على الثبوت والصحة، فما ثبت وجب
الإِيمَان به وقبوله وإثباته والعمل به دون تردد أو توقف أو التفات إلى ما يقوله أهل
الضلال.
لأن عمل المخالفين
إما الرد وعدم القبول، وإما الإثبات مع التأويل، إذا عجزوا عن رد النُّصُوص فإنهم
يلجئون إلى التأويل، والتأويل: هو صرف اللفظ عن معناه الصَّحِيح إلى معنى آخر غير صحيح،
فيصرفون النُّصُوص عن ظاهرها إلى معانٍ أخرى، مثلاً قالوا: اليد معناها القدرة،
والوجه معناه الذَّات، والاستواء معناه الاستيلاء على العَرْش؛ لأنهم لا يقدرون
على رد هذه النُّصُوص؛ لأنها ثابتة في القُرْآن والسنة، فيلجئون إلى التأويل.
لا نرده ولا نؤوله ولا نشبهه كما الطائفة الثانية من أهل الضلال، يثبتون هذه الأدلة ولا يتكلمون في ثبوتها، ولا يتكلمون أيضًا في معانيها، لكن يشبهونها بصفات المخلوقين، هَؤُلاءِ يقال لهم: المشبِّهة والممثِّلة، وهذا مذهب باطل مثل التعطيل، والمذهب الحق هو