×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

ولا بسمات المُحْدَثين،

*****

إثباتها بلفظها ومعانيها من غير تأويل ومن غير تشبيه، هذا مذهب أهل الحق؛ لقوله تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11] فنفى عن نفسه المثلية وأنه لا يشبهه شيء من خلقه وأثبت له السمع والبصر، وفي الآية الأخرى: ﴿فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ [النحل: 74] يعني: الأشباه والنظراء، وفي الآية الأخرى: ﴿وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ [الإخلاص: 4] أي: مكافِئًا ومساويًا، وفي الآية الأخرى: ﴿هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا [مريم: 65] أي: لا تعلم أحدًا يستحق اسمه على الحقيقة ويماثله، ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا [البقرة: 22] والأنداد هم الأشباه والنظراء، لا في عبادته ولا في أسمائه وصفاته ولا في أفعاله سبحانه وتعالى، ليس له شبيه بوجه من الوجوه، فالمشبِّهة يثبتون الأدلة ولا يؤولونها، ولكنهم زادوا في الإثبات حتَّى شبهوا الله جل وعلا بخلقه، فهذا مذهب باطل، وهو عديل لمذهب المعطِّلة وقولٌ على الله بلا علم، وقول كلا الطائفتين باطل.

يرد على المشبِّهة قوله تعالى: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ [الشورى: 11] ويرد على المعطِّلة قوله تعالى: ﴿وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11].

السمات: هي الصِّفَات والخصائص، والمُحْدَثون: هم المخلوقون؛ لأن كل مخلوق فهو مُحدث بعد أن لم يكن، فنحن لا نُشَبِّه صفات الله بصفات المخلوقين «ولا بسمات الـمُحْدَثين» والمعنى واحد، لكن هذا من باب التأكيد.


الشرح