×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ. الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ

*****

والمراد بسنته صلى الله عليه وسلم ما ثبت عنه من قول أو فعل أو تقرير، كل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم فإنه سنة يجب الأخذ به؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ [الحشر: 7] ولقوله تعالى: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ [الأحزاب: 21] ولقوله تعالى: ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ [النساء: 80] إلى غير ذلك من الأدلة التي تأمر باتباع الرَّسُول وطاعته والأخذ بما ورد عنه. وكذلك سنة خلفائه الراشدين، وهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم هَؤُلاءِ هم الخلفاء الراشدون الذين أمرنا صلى الله عليه وسلم بالأخذ بسنتهم؛ لأنها سنة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فهم الذين يحققون الاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم.

وصفهم بالراشدين، والرُّشد ضد الغَي، وهو الهُدى واتباع الحق، والغَي: هو الضلال والانحراف عن الحق، فهم راشدون رضي الله عنهم ثم وصفهم بوصف آخر فقال: «الْمَهْدِيِّينَ» أي الذين هداهم الله لاتباع الحق، ومن اتبع المُهتدي فقد اهتدى.

«عَضُّوا عَلَيْهَا» يعني: سنة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين، هذا يُراد به شدة التمسك بالشَّيء، يقال: عَضّ عليه بالنواجذ إذا اشتد تمسكه به، كالغريق إذا وقع ومعه حبل فإنه يتمسك بهذا الحبل لئلا يغرق، فإذا خشي أن ينفلت من يديه عَضّ عليه بنواجذه - يعني: بأضراسه - من الحرص على الإمساك بهذا الحبل؛ لأنه سبيل النجاة، فسنة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم مثل هذا الحبل الذي بيد الغريق لو أطلقه لهلك.


الشرح