وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ
مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1])
*****
لما حث على التمسك
بسنته صلى الله عليه وسلم نهى عن المُحدثات، جمع محدثة، وهي كل بدعة أحدثها
المبتدِعة، والبدعة ومحدثات الأمور، هي: إحداث شيء في الدين لم يكن منه، هذه هي
البدع، كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2]) وفي رواية: «مَنْ
أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([3]) فأمور الدين لا
تقبل بالإحداث والزيادة بل يجب التمسك بها نصًّا ورُوحًا من غير زيادة ولا نقصان؛
فكلمة «وَإِيَّاكُمْ» كلمة تحذير.
«فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ» هذه قاعدة كُلية عامة: كل مُحدَثة في الدين فهي بدعة، وليس هناك مُحدَثة في الدين حسنة أو بدعة في الدين حسنة، كما يقول أهل الضلال أو المنخدعون بما يقال: إن هناك بدعة حسنة! الدين ليس فيه بدعة حسنة أبدًا، يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» فالذي يقول: هناك بدعة حسنة يرد على الرَّسُول صلى الله عليه وسلم يقول الرَّسُول: «كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» وهذا يقول: هناك بدع حسنة ما هي بضلالة! هذا من المُحادَّة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فليس هناك في الدين بدعة حسنة أبدًا، فكل البدع ضلال. هذا
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).
الصفحة 3 / 304