×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

وكل ما تخيل في الذهن أو خطر بالبال فإن الله تعالى بخلافه. ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ [طه: 5].

*****

 الذين غَلَوا في التنزيه حتَّى نَفَوا أسماء الله وصفاته فرارًا من التشبيه عندهم، فوقعوا في تشبيه أشر مما فروا منه، وهو أنهم شبهوا الله بالمعدومات والممتنعات.

الله جل وعلا لا يُتصَورُ في الذهن ولا في التفكير؛ لأنه هو أعظم من كل شيء، فلا يجوز لأحد أن يتخيل ذاته سبحانه أو صفاته، قال تعالى: ﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا [طه: 110] لا يحيطون بالله جل وعلا علمًا، فلا يعلم ذاته سبحانه وتعالى وأسماءه وصفاته إلاَّ هو سبحانه، فهو يحيط بالمخلوقين والمخلوقون لا يحيطون به: ﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا [طه: 110] الله لا يُحاط به ولا يُتخيل ولا يُتصور سبحانه وتعالى؛ لأنه أعظم من كل شيء، فكل ما خطر ببالك أو دار في خيالك في حق الله جل وعلا وعن ذاته فإن الله بخلاف ذلك لا تحيط به الأفكار والتخيلات.

من الآيات الدالة على إثبات الصِّفَات هذه الآيات السبع في كتاب الله عز وجل: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ [طه: 5]، ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ ٱلرَّحۡمَٰنُ [الفرقان: 59]، ﴿ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ وردت أيضًا في [الأعراف: 54]، و [يونس: 3]، و [الرعد: 2]، و [السجدة: 4]، و [الحديد: 4] كلها تُثبت الاستواء لله جل وعلا والعَرْش: هو سقف المخلوقات وأعظم المخلوقات، والمخلوقات بالنسبة له صغيرة جدًّا، وهو أعظمها: ﴿وَسِعَ كُرۡسِيُّهُ


الشرح