رواية: «الاستواء غير مجهول» يعني: غير مجهول المعنى، والرجل لم يسأل عن المعنى، وإنما سأل عن الكيفية، يقول: كيف استوى؟ والإمام مالك يقول: ما لنا دخل إلاَّ في المعنى، والمعنى غير مجهول والحمد لله، معناه معلوم، وما دام المعنى معلومًا فهذا الذي يُقصد من اللفظ، فالمعنى غير مجهول حتَّى تسأل عنه، كان المفروض أنك تسأل عن المعنى إذا كنت لا تعرفه، فنحن نوضحه لك؛ لأنه غير مجهول، أما السؤال عن الكيف فهذا غير معقول، ولا يجوز السؤال عن الكيفية؛ لأن كيفية أسماء الله وصفاته لا نعلمها، قال الله جل وعلا: ﴿يَعۡلَمُ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِۦ عِلۡمٗا﴾ [طه: 110] نحن لا نحيط بالله جل وعلا بذاته وبأسمائه وصفاته، هذا لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى، لا أحد من الخلق يعلم كيفية ذات الله وأسمائه وصفاته، لا يعلم ذلك إلاَّ الله سبحانه وتعالى، وذلك لعظمته سبحانه وتعالى. «الكيف غير معقول لنا» يعني: لا تدركه عقولنا؛ فليس من حقك أن تسألنا عن الكيف؛ لأنه ليس بإمكاننا أن نجيبك؛ لأن هذا لا تدركه عقولنا، ثم قال: «الإِيمَان به واجب»» الإِيمَان به، أي: بالاستواء على معناه ودون التعرض لكيفيته أمر واجب على كل مسلم، وعليه التسليم والانقياد، «والسؤال عنه» يعني: عن الكيفية؛ لأن السائل سأل عن الكيفية «بدعة» وأهل الضلال يقولون: المعنى يجب تفويضه، وهذا باطل، فالإمام مالك ما قال هذا، إنهم يكذبون على الإمام مالك، الإمام مالك رحمه الله وضح ذلك، قال: «الاستواء غير مجهول» حتَّى لا يُحتاج إلى سؤال، «والكيف غير معقول» فلا يجوز