×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

 والجمعة، كذلك في الحج يحجون معهم وتحت قيادتهم، هذا هدي السلف الصَّالِح عملاً بوصية النَّبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو إرشاد الرَّسُول صلى الله عليه وسلم لأمته حيث أخبرهم أنه سيكون هناك اختلاف، قال: «مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، ولكن عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي» ([1])، قال في الأول: «أُوصِيكُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ»، وفي رواية: «وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ» ([2])، «أُوصِيكُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ» ([3]) ومن محدثات الأمور والبدع الخروج على أئمة المُسْلمِين وترك الصَّلاة خلفهم ونحو ذلك من المخالفات، فهذا من البدع، السنة طاعتهم والصَّلاة خلفهم والجهاد معهم أيضًا إذا استنفروا المُسْلمِين بالجهاد أو أمروا أحدًا معينًا بالجهاد تعين ذلك عليهم طاعة لولي الأمر: «وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» ([4]) وكذلك الحج، كان الأمراء يقيمون الحج وفيهم مخالفات دون الكفر، ولم يختلفوا عليهم، ولم يقولوا: لا نقبل الحج معهم، ما قالوا هذا.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).

([2]) أخرجه: البخاري رقم (7142).

([3])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144). 

([4])  أخرجه: البخاري رقم (2783) ومسلم رقم (1353).