×
شرح لُمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد

السؤال: فضيلة الشَّيخ - وفقكم الله - ما المقصود بقول المبتدعة: إن القُرْآن مخلوق؟ ماذا تعني كلمة مخلوق؟ هل يعني المبتدعة بذلك أن الله خلقه في صدر جبْرِيل مثلاً؟ أرجو المزيد من الإيضاح، وفقكم الله.

الجواب: قصدهم أن الله لا يتكلم، وإنما خلق الكلام في جبْرِيل وتكلم بما أراده سبحانه، أو خلقه في اللوح المحفوظ وأخذه جبْرِيل من اللوح المحفوظ، وقصدهم من هذا نفي أن الله يتكلم، كما يَنفون سائر الصِّفَات عن الله جل وعلا وقصدهم من هذا الكفر والإلحاد لكن لا يصرحون بهذا صراحة، وإنما يأتون من هذه الطرق الملتوية - قبحهم الله - والله جل وعلا تكلم بالقُرْآن حقيقة وسمعه جبْرِيل منه بأمره سبحانه، وبلغه جبْرِيل إلى الرَّسُول، وبلغه الرَّسُول إلى الأمة، وبلغته الأمة إلى أجيالها جيلاً بعد جيل إلى أن تقوم السَّاعَة.

السؤال: فضيلة الشَّيخ - وفقكم الله - زعمت بعض الفرق الضالة أن القُرْآن عبارة عن كلام الله، وزعمت أخرى أنه حكاية عن كلام الله، فما الفرق بين العبارة والحكاية في كلامهم؟

الجواب: المعنى واحد، ولكن الماتُريدية يقولون: إنه حكاية عن كلام الله وليس عبارة، والأشاعرة يقولون: إنه عبارة عن كلام الله، والكل - الأشاعرة والماتُريدية - يقولون: إن هذا الذي في المصاحف ليس هو كلام الله؛ لأن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه سبحانه وتعالى، وأما هذا القُرْآن فإنه من كلام جبْرِيل أو من كلام مُحمَّد عبر به عن كلام الله، فهو عبارة! والماتُريدية يقولون: حكاية؛ لأنهم يقولون: العبارة أدق من الحكاية، الحكاية أخف، إذا قيل: عبارة، معناه أنه طبق


الشرح