×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 وَفِيهِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ: «لاَ يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلاَ يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلاَّ الْبِرُّ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ» ([1]).

****

الشرح

الدعَاء مَقامه عظيمٌ، ولذلكَ أمرَ اللهُ به في آياتٍ كَثيرة، ووعدَ أن يستجيبَ، حَتى الكُفار إذا دَعوا في حالِ الشدَّة، وأخلصُوا الدعاءَ للهِ استجابَ لهم، فكيفَ بالمُؤمنين؟ فالدعَاء أمرُه عَظيم، وهو سِلاح المُؤمن، ولكن يَنبغي أن يَعرف أحكامَ الدعَاءِ وفِقهه، حَتى يكُون دعاؤُه نافعًا له، فلَيس كُل دعاءٍ يَنفع، ولَيس كُل دعاءٍ يُستجاب، إلاّ إذا تَوافرت فيه شُروط، وهي:

* أن يكونَ دعاءً مشروعًا.

*أن يكونَ خالصًا للهِ.

*أن يكونَ مع اليقينِ بالإجابةِ.

*أن يكونَ مع تحرِّي الحَلال، وتَرك الحَرام.

والإكثَار مِن الدعَاء طيِّب ومَأمورٌ به مع الإلحاحِ، لكن قد يُكثر العَبد من الدعَاء ولا يُستجاب له؛ لافتقادِه هذه الشرُوط، أما إذا تَوافرت الشروطُ فإنه يَنفع بإذنِ اللهِ ولو كَان دعاءً قليلاً.

فالدعَاء إذا كَان صادرًا عن إخلاصٍ وعن تضرُّع إلى الله عز وجل فإنه لا يَذهب سُدًى، وهو يُعالج القَضاء والقَدر، إما أن يدفعَه، وإما أن يَتمانع القَضاء والقَدر.


الشرح

([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (4022)، وأحمد رقم (22413).