والدعاءُ أيضًا من القَدَر، فإن اللهَ تبارك
وتعالى إذا قدَّر شيئًا فلابُدَّ أن يقعَ، فإن قدَّر اللهُ أن يدعوَ العبدُ، وأنه
سبحانه وتعالى سيَدفع عنه البَلاء بسَبب هذا الدعَاء، فهو قَدر يُدفع بقَدرٍ.
كما في حديثِ ابنِ عُمر رضي
الله عنهما : «الدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا
نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ»، أَي: يَنفع مِما نزلَ من الابتلاءِ، ويَنفع
مِما لم يَنزل فيَمنع نُزوله.
وحديثُ ثَوْبَان رضي الله
عنه : «لاَ يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ
الدُّعَاءُ»، فَلا يَدفع القَضاء والقَدر إلا الدعَاء، فإن قالَ قائلٌ: كيفَ
يَدفع القضَاء مع أن اللهَ قَضاه، وما قضَاه اللهُ لا بُدَّ أن يقعَ؟ نقُول: إن
الدعَاء أيضًا من القضَاء، فأنت ما دعوتَ إلا لأنَّ اللهَ قَضَى وقدَّر أنك تَدعو،
فهذا مِن دَفع القدرِ بالقدرِ.
***
الصفحة 3 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد