وقوله: { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ
لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا فُتِنُواْ } [النَّحْلِ: 110] ، يَعني: امتحنَهم المُشركون وآذَوْهم
في دِينهم، فهَاجروا - والهجرةُ قرينةُ الجِهاد - وترَكوا أوطانَهم وأموالَهم،
وخَرجُوا طاعةً للهِ جل وعلا ، بَذلُوا السببَ: { ثُمَّ جَٰهَدُواْ
وَصَبَرُوٓاْ} [النَّحْلِ: 110] ،
جاهدُوا الأعداءَ والكُفَّار، جَاهدوا في سَبيل الله عز وجل وفي نُصرة الدينِ،
وصَبروا على طاعةِ اللهِ، { إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ
بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ} [النَّحْلِ: 110] ، عَملوا بالأسبابِ، فجَاءتهم
المَغفرة والرحمَة مِن اللهِ تبارك وتعالى .
***
الصفحة 21 / 436
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد