وقوله: «وَإِنَّ عَلَى اللهِ عز وجل عَقْدًا لِمَنْ
شَرِبَ المُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الخَبَالِ»؛ عقوبةً له على
شُرب الخمرِ والعياذُ باللهِ، فإن اللهَ يَسقِيه مِن عُصارة أهلِ النارِ أو طِينة
أهلِ النارِ، كما شربَ الخمرَ في الدنيَا.
وفي هذا دليلٌ على العقوباتِ
على المَعاصي، وأن الإنسانَ لا يَعتمدُ على الرجاءِ، ويَطمعُ في رحمةِ اللهِ، وهو
مُقِيم على المَعاصي.
وقوله: «لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ،
لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا»، هذا خوفُ رسولِ اللهِ صلى
الله عليه وسلم ، وخوفُ أصحابِه رضي الله عنهم ، وهُم أفضلُ الأمَّة وأكثرُها
أعمالاً صالحةً، ومعَ هذا يَخافُون هَذا الخوفَ الشديدَ، فدَلَّ على أن الاعتمادَ
على الرجاءِ من غَير عملٍ أنه باطلٌ.
وقوله: «لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ»، فيه أن ضغطةَ القبرِ لا يَنجو منها أحدٌ، لكِن المُؤمنَ يفرِّج اللهُ عنه، وأما غَير المُؤمِن فيضيِّق اللهُ عليه حتَّى تختلفَ أضلاعُه.