وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى
الْفُرُشِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ عز وجل »
([1]) قَالَ أَبُو ذَرٍّ: وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ
تُعْضَدُ.
وَفِي
الْمُسْنَدِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ قَعَدَ
عَلَى سَاقَيْهِ، فَجَعَلَ يُرَدِّدُ بَصَرَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ: «يُضْغَطُ
الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ، وَيُمْلَأُ عَلَى
الْكَافِرِ نَارًا» ([2]) وَالْحَمَائِلُ عُرُوقُ الأُْنْثَيَيْنِ.
وَفِي
الْمُسْنَدِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ حِينَ تُوُفِّيَ، فَلَمَّا صَلَّى
عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَسُوِّيَ
عَلَيْهِ، سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَسَبَّحْنَا طَوِيلاً،
ثُمَّ كَبَّرَ، فَكَبَّرْنَا، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ سَبَّحْتَ،
ثُمَّ كَبَّرْتَ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ
قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ» ([3]).
وَفِي
صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم : «إِذَا وُضِعَتِ الْجَنَازَةُ، وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ
عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي قَدِّمُونِي،
وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ، قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا، أَيْنَ تَذْهَبُونَ
بِهَا؟ يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الإِْنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا
الإِْنْسَانُ لَصُعِقَ» ([4]).
****
الشرح
في هذه الأحاديثِ دليلٌ على مَشروعية زيارةِ القبورِ والنظرِ فيها، مِن أجلِ تَرقيق القُلوب، والتوبةِ إلى اللهِ عز وجل.
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2312)، وابن ماجه رقم (4190)، وأحمد رقم (21516).