وَفِي الْمُسْنَدِ أَيْضًا عَنْهُ، قَالَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ بَصُرَ
بِجَمَاعَةٍ، فَقَالَ: «عَلاَمَ اجْتَمَعَ هَؤُلاَءِ؟» قِيلَ: عَلَى قَبْرٍ
يَحْفِرُونَهُ، فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَبَدَرَ بَيْنَ
يَدَيْ أَصْحَابِهِ مُسْرِعًا، حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ، فَجَثَا عَلَى
رُكْبَتَيْهِ، فَاسْتَقْبَلْتُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ لأَِنْظُرَ مَا يَصْنَعُ،
فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى مِنْ دُمُوعِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا،
فَقَالَ: «أَيْ إِخْوَانِي، لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَأَعِدُّوا» ([1]).
وَفِي الْمُسْنَدِ مِنْ
حَدِيثِ بُرَيْدَةَ قَالَ: خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَوْمًا فَنَادَى ثَلاَثَ مَرَّاتٍ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَتَدْرُونَ مَا
مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ؟» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ:
«إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ مَثَلُ قَوْمٍ خَافُوا عَدُوًّا يَأْتِيهِمْ،
فَبَعَثُوا رَجُلاً يَتَرَاءَى لَهُمْ، فَأَبْصَرَ الْعَدُوَّ، فَأَقْبَلَ
لِيُنْذِرَهُمْ، وَخَشِيَ أَنْ يُدْرِكَهُ الْعَدُوُّ قَبْلَ أَنْ يُنْذِرَ
قَوْمَهُ، فَأَهْوَى بِثَوْبِهِ: أَيُّهَا النَّاسُ أُتِيتُمْ، أَيُّهَا النَّاسُ
أُتِيتُمْ»، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ([2]).
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ
حَدِيثِ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «كُلُّ
مَاأَسْكَرَ حَرَامٌ، وَإِنَّ عَلَى اللَّهِ عز وجل عَقْدًا لِمَنْ شَرِبَ
الْمُسْكِرَ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ»، قِيلَ: وَمَا طِينَةُ
الْخَبَالِ؟ قَالَ: «عَرَقُ أَهْلِ النَّارِ، أَوْ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ» ([3]).
وَفِي الْمُسْنَدِ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ، أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلاَّ وَعَلَيْهِ مَلَكٌ سَاجِدٌ، لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا،
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (4195)، وأحمد رقم (18601).