فالذينَ اتَّخذوا مِن هذا الحديثِ دليلاً على
المَوعظة عندَ القبرِ دائمًا، ويَخطبون في المَقابر، هذا بِدعةٌ؛ لأن الرسولَ صلى
الله عليه وسلم ما كانَ يعملُ هذا دائمًا، وإنما عملَه لسببٍ، وهو: أن القبرَ لم
ينتهِ، فإذا حصلَ مثلُ هذا فلا بأسَ.
وفي هَذا الحديثِ: إثباتُ نعيمِ القبرِ وعَذاب القبرِ، وفيه أن ذلكَ لأسبابٍ، فالنعيمُ سببُه العملُ الصالحُ، والعذابُ سببُه العملُ السيِّئ، وهذا هو المَقصود مِن إيرادِ الحَديث.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد