«فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ، وَيَأْتِيهِ
مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ
هَاهْ لاَ أَدْرِي، فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لاَ
أَدْرِي، فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟
فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ
كَذَبَ عَبْدِي، فَافْرِشُوه مِنَ النَّارِ، وألبسوه من النار، وَافْتَحُوا لَهُ
بَابًا إِلَى النَّارِ. فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا، وَيُضَيَّقُ
عَلَيْهِ قَبْرُهُ، حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاَعُهُ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ
قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ
بِالَّذِي يَسُوؤُكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ: وَمَنْ
أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الَّذِي يَجِيءُ بِالشَّرِّ، فَيَقُولُ: أَنَا
عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، فَيَقُولُ: رَبِّ لاَ تُقِمِ السَّاعَةَ» ([1]).
وَفِي لَفْظٍ لأَِحْمَدَ
أَيْضًا: «ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى أَصَمُّ أَبْكَمُ، فِي يَدِهِ
مِرْزَبَّةٌ، لَوْ ضَرَبَ بِهَا جَبَلاً كَانَ تُرَابًا، ثُمَّ يُعِيدُهُ اللَّهُ
عز وجل كَمَا كَانَ، فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أُخْرَى، فَيَصِيحُ صَيْحَةً
يَسْمَعُهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الثَّقَلَيْنِ»، قَالَ الْبَرَاءُ: «ثُمَّ
يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ إِلَى النَّارِ وَيُمَدُّ لَهُ مِنْ فِرَاشِ النَّارِ» ([2])
****
الشرح
هذا الحديثُ المَشهور، حَديث البَرَاء رضي الله عنه ، وهو حديثٌ عظيمٌ، فيه أنه تُشرَع المَوعظة عِند الدفنِ في بَعض الأحيَان إذا حصلَ فرصةٌ؛ لأن الرسُول صلى الله عليه وسلم إنما وعظَهم لما كانَ يَنتظر أن يَنتهوا مِن تَجْهِيز القبرِ، أما إذا جَاؤوا والقَبْر مُجهَّز فإنهم يُبادِرون بدفنِ المَيِّت ولا يَجلِسون.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3212)، وأحمد رقم (18534)، والحاكم رقم (107).