فلا يَأمن الإنسانُ من
المَعاصي ويَتساهل فيها ويَقول: اللهُ غَفور رحيمٌ، واسعُ المَغفرة، وما أشبهَ
ذلك.
نَعَمْ، اللهُ غفورٌ رحيمٌ
لمَن تابَ وعملَ الصالحاتِ وعملَ الأسبابَ، أما مَن بارزَ اللهَ بالذنوبِ
والمَعاصي، فإن اللهَ شديدُ العِقاب.
وقوله: «كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ
الْتَقَمَ الْقَرْنَ»، صاحبُ القرنِ: هو إسرافيلُ عليه السلاَم، والقَرْن: هو
الصُّور، يأمرُه اللهُ عز وجل فيَنفخ فيه نفخةَ الفَزَعِ، ثم يأمرُه فيَنفخ فيه
نفخةَ الموتِ: {وَنُفِخَ
فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ} [الزمر: 68] ، ثم
يُؤمَر فيَنفخ فيه الثالثةَ فتَطير الأرواحُ إلى أجسادِها، ويَقوم الناسُ من
قبورِهم، وهذه نفخةُ البعثِ.
وقوله: «مَنْ تَعَظَّمَ فِي نَفْسِهِ، أَوِ اخْتَالَ
فِي مِشْيَتِهِ» هذه مَظاهر الكِبْر، وهو خصلةٌ ذميمةٌ، والذِي يترفَّع على الناسِ،
ويُعجَبُ بنفسِه، هذا يكونُ هَيِّنًا على اللهِ، وأما المتواضعُ فإنه يكونُ عندَ
اللهِ عَزيزًا مُرتفعًا.
وقوله: «إِنَّ المُصَوِّرِينَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ»، والتصويرُ الآنَ صارَ فَنًّا من الفُنونِ، ليسَ فيه بأسٌ عندَ كثيرٍ من الناسِ، وبعضُهم يتجرَّأ على الفَتْوَى بأنه حَلالٌ، وما أشبهَ ذلك، وهو جَريمةٌ عظيمةٌ، وعليهِ وعيدٌ شديدٌ.