×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

وقوله: «مَنِ اشْتَرَى ثَوْبًا بِعَشْرَةِ دَرَاهِمَ فِيهَا دِرْهَمٌ حَرَامٌ لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ صَلاَةً مَادَامَ عَلَيْهِ»، فيه رَدٌّ على الذينَ يقولونَ: إذا صارَ في المَكاسبِ شيءٌ يسيرٌ مِن الحَرام، فلا يَضُرّ، وإذا صارَ في الشَّرِكَة بَعض الرِّبَا فلا يَضُرّ؛ لأنه يسيرٌ ويشتركُ فيها. وهذه عشرةُ دراهمَ مِنها واحدٌ منها حرامٌ لم يَقبل اللهُ منه صلاةً، وهذا وَعِيدٌ شديدٌ يَدُلّ على أن الحرامَ ولو قَلَّ فخطرُه عظيمٌ، فيَجِب تجنُّب الحرامِ نهائيًّا وعَدَم التساهُل فيه.

وبعضُ الناسِ إذا قِيل لهم: هذه الشَّرِكات تتعاملُ بالرِّبَا، يقولونَ: تعامُلهم بالرِّبا خفيفٌ، يَعني: أكثَر تَعاملاتهم بالحَلال وفِيها رِبا قَليل، فيكُون الرِّبا مُغتفَر بزَعْمِهم، وفي هذا الحَديث عشرةُ دراهمَ كُلها حلالٌ إلا وَاحِد، فكانَ سببًا ألاَّ يقبلَ اللهُ من صَاحبه صَلاته مادامَ الثوبُ عليه، فأينَ الذينَ يتساهلونَ في الحرامِ، ويَقولون: لا ضررَ إذا كانَ الحرامُ يسيرًا.

وقوله: «نَهْرٌ يَجْرِي مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ» يعني: الزانِيَات والعياذُ باللهِ.

وقوله: «فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ»، يعني: تجتمعُ المَعاصي ولو كَانت صغائرَ، فتَصير كبائرَ وتُهلِك صاحبَها.

وغرضُ المصنفِ رحمه الله من إيرادِ هذه الأحاديثِ الرَّدّ على الذينَ يتساهلونَ في المَعاصي، ويقولونَ: إن اللهَ غفورٌ رحيمٌ، ويتركونَ التوبةَ، ويَعتمدُون على رحمةِ اللهِ وعَلى عفوِ اللهِ، ولا يَتوبُون مِن الذنوبِ.


الشرح