قِيلَ: وَمَا نَهْرُ الْغُوطَةِ؟ قَالَ: «نَهْرٌ
يَجْرِي مِنْ فُرُوجِ الْمُومِسَاتِ، يُؤْذِي أَهْلَ النَّارِ رِيحُ فُرُوجِهِنَّ»
([1]).
وَفِيهِ أَيْضًا عَنْهُ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «يُعْرَضُ النَّاسُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ثَلاَثَ عَرْضَاتٍ، فَأَمَّا عَرْضَتَانِ فَجِدَالٌ وَمَعَاذِيرُ،
وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَطِيرُ الصُّحُفُ فِي الأَْيْدِي، فَآخِذٌ
بِيَمِينِهِ، أَوْ آخِذٌ بِشِمَالِهِ» ([2]).
وَفِي الْمُسْنَدِ أَيْضًا
مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى
الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ»، وَضَرَبَ لَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم مَثَلاً: «كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلاَةٍ، فَحَضَرَ صَنِيعُ
الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ، وَالرَّجُلُ
يَجِيءُ بِالْعُودِ، حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا وَأَجَّجُوا نَارًا، وَأَنْضَجُوا
مَا قَذَفُوا فِيهَا» ([3]).
****
الشرح
قوله: «جِيءَ بِالمَوْتِ» ليس هو بملكِ الموتِ، إنما الموتُ، وهو مَعنى من المَعاني، لكِن اللهَ عز وجل يجعلُه جِسمًا يومَ القيامَة، فيُذبَح على مَرْأى مِن أهلِ الجنَّة، ومَرْأى مِن أهلِ النارِ، فأهلُ الجنةِ يفرحونَ أنهم لا يَموتون وأنهم في نعيمٍ، وأهلُ النارِ يحزنونَ؛ لأنهم يخلدونَ في النارِ، ولا مَخْرجَ لهم مِنها، يتمنَّونَ الموتَ: { وَنَادَوۡاْ يَٰمَٰلِكُ لِيَقۡضِ عَلَيۡنَا رَبُّكَۖ} [الزخرف: 77] ، يتمنَّون الموتَ في النارِ ليستريحُوا، لكنهم لا حاصلَ لهم موتٌ: { إِنَّهُۥ مَن يَأۡتِ رَبَّهُۥ مُجۡرِمٗا فَإِنَّ لَهُۥ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحۡيَىٰ} [طه: 74] .
([1])أخرجه: أحمد رقم (19569)، والحاكم رقم (7234).