وخالفتَ أمرَه؛ هل تَظُنّ أنه سيُعطيك؟! فأنتَ
إذا رَجَوْت فاعمَل عملاً يُحقِّق لك رجاءَك، أما أن تعملَ ما يُخالِف رجاءَك،
فهذا غَلَطٌ.
وإذا تأمَّلت الحُدود التِي
وضعَها اللهُ سبحانه وتعالى في الدنيَا؛ مِن قَطع يَد السارقِ، والقِصَاص مِن
القَاتل، وجَلد الزانِي البِكْر، ورَجْم الزانِي المُحصَن، تَجِد أنها عُقوبات
شَديدة، فإذا كانَ هَذا في الدنيَا فما في الآخرةِ أشدُّ للمُجرمين، ولن تَشْملهم
رحمةُ اللهِ؛ لأنهم لا يَستحقّونها، قالَ الله جل وعلا : { وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ
فَٱقۡطَعُوٓاْ أَيۡدِيَهُمَا جَزَآءَۢ بِمَا كَسَبَا نَكَٰلٗا مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ
عَزِيزٌ حَكِيمٞ} [المائدة: 38] .
فالله عز وجل كما أنه رَحيمٌ فهو شَديد العِقاب، ولا يَرضى لعِباده الكُفر، لكنه يَغفر لمَن تابَ وآمنَ، وعملَ الصالحاتِ، فالذِي يُرِيد المَغفرة يَعملُ أسبابَها، والذِي يَتمنَّى على اللهِ الأَمَانِي ويُتْبِع نفسَه هَواها، هذا عَاجزٌ؛ كما قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم : «الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ المَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ» ([1]).
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2459)، وابن ماجه رقم (4260)، وأحمد رقم (17123).