×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

وَفِي لَفْظٍ: «فَهَؤُلاَءِ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([1]).

وَسَمِعْتُ شَيْخَ الإِْسْلاَمِ ابْنَ تَيْمِيَةَ يَقُولُ: «كَمَا أَنَّ خَيْرَ النَّاسِ الأَْنْبِيَاءُ، فَشَرُّ النَّاسِ مَنْ تَشَبَّهَ بِهِمْ من الكذابين، وادعى أنه منهم، وليس منهم، فَخَيْرُ النَّاسِ بَعْدَهُمُ الْعُلَمَاءُ، وَالشُّهَدَاءُ، وَالصِّدِّيقُونَ، وَالْمُخْلِصُونَ، وَشَرُّ النَّاسِ مَنْ تَشَبَّهَ بِهِمْ يُوهِمُ أَنَّهُ مِنْهُمْ وَلَيْسَ مِنْهُمْ».

****

الشرح

قوله: «قَدِ امْتُحِشُوا» مع أنهم مُؤمنون موحِّدون، احترقُوا في النارِ وصَاروا فحماً، فكيفَ يأمَن العَاصي ويَعتمد على رحمةِ اللهِ وعَفوه مِن غَير توبةٍ؟!

قوله: «فَهَؤُلاَءِ أَوَّلُ خَلْقِ اللَّهِ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» يدلّ على أن العِبرة ليستْ بصُورة العمَل، وإنما العِبرة بالمَقاصد، فهذه الأعمالُ الثلاثةُ في صُورتها هِي أفضلُ الأعمالِ: الجِهاد في سَبيل اللهِ، والإنفاقُ في سَبيل اللهِ، وتعلُّم العِلم والقُرآن، ولكن لما كانتْ نيةُ أصحابِها غيرَ خالصةٍ لم تَنفعهم هذه الأعمالُ، فدلَّ على أن المَدار على النيةِ وعلى القَصد لا على صُورة العملِ، ودلَّ على أن الرياءَ يُحبِط العمَل، ولو كانَ هذا العملُ في صورتِه من أكبرِ الأعمالِ.

ثم حكَى ابنُ القَيِّم عن شَيخه - شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميةَ - أنه كانَ يقولُ: إن أفضلَ الناسِ الأنبياءُ، وشرَّ الناسِ مَن تشبَّه بالأنبياءِ وهو ليسَ مِنهم، فليسَت العِبرة بصُورة الأعمالِ، فالتشبُّه بالأنبياءِ طيِّب في أصلِه،                                                  


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2382)، والنسائي في الكبرى رقم (11824)، وابن حبان رقم (408).