وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي
هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ
لأَِخِيهِ مَظْلَمَةٌ فِي مَالٍ أَوْ عِرْضٍ فَلْيَأْتِهِ، فَلْيَسْتَحِلَّهَا
مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يُؤْخَذَ وَلَيْسَ عِنْدَهُ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ، فَإِنْ
كَانَتْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ فَأُعْطِيهَا هَذَا، وَإِلاَّ
أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ هَذَا فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ» ([1]).
وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ
أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَْرْضِ بِغَيْرِ حَقِّهِ خُسِفَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ» ([2]).
****
الشرح
كذلكَ مِن مُبطلات الأعمالِ
بعدَ الرِّيَاء والشِّرك: الظُّلم، فالإنسانُ قد يَأتي بأعمالٍ صَالحة كَثيرة
وخالصةٍ لوَجه اللهِ ليس فيها رِياءٌ، لكن يأخذُها المَظلومون ولا يَبقى له شيءٌ،
فبعد ما يُخلِص الإنسانُ نِيَّته للهِ يَترُك ظلمَ الناسِ، وإلا فإن المَظلومين
يَأخذون أعمالَه يومَ القِيامة في مُقابِل ظُلمهم، لابُد مِن القِصاص، والقِصاصُ
يومَ القِيامة لا يكونُ بالدراهمِ والدنانيرِ، وإنما يكُون بالأعمالِ.
فعلى المُسلِم أن يتخلَّص من المَظالم في هَذه الدنيَا بأن يَطلُب المُسامَحة مِن المَظلومين، ويُعطيهم حُقوقهم التِي أخذَها مِنهم؛ لأجلِ أن يسلمَ مِنهم في الآخرةِ، وتَبقى له أعمالُه.