×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

وَفِيهِ أَيْضًا عَنْهُ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالأَْبْصَارِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ شَاءَ» ([1]).

وَفِيهِ أَيْضًا عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجِبْرِيلَ: «مَا لِي لَمْ أَرَ مِيكَائِيلَ ضَاحِكًا قَطُّ؟» قَالَ: مَا ضَحِكَ مُنْذُ خُلِقَتِ النَّارُ ([2]).

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ بُؤْسًا فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيُصْبَغُ فِي الْجَنَّةِ صَبْغَةً، فَيُقَالُ لَهُ: يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ؟ فَيَقُولُ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَبِّ، مَا مَرَّ بِي بُؤْسٌ قَطُّ، وَلاَ رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ» ([3]).

****

الشرح

قوله: «يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُلْقَى فِي النَّارِ...» هذه عُقوبَة؛ لأنه كانَ في الدنيَا يَنهى الناسَ عن المُنكرِ ولا يَنهى نفسَه، ويأمُر بالطاعةِ ولا يَعملُها، فدَلَّ ذلكَ عَلى أنَّ الله عز وجل رتَّبَ العُقوبة على العملِ السَّيِّئ، وأن مُجرَّد الكلامِمِن غَير عَملٍ لاَ ينفعُ الإنسَانَ، فهذا كانَ يَأمر بالمَعروف ويَنهى عن المُنكر لكِنه لم يَعمل هو بما يَأمُر الناسَ به، فصارَ في النارِ فضيحةً والعِياذ باللهِ؛ تتفتَّح فيها أمعاؤُه، وتَسِيل على الأرضِ،


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2140)، وابن ماجه رقم (3834)، وأحمد رقم (12107).

([2])أخرجه: أحمد رقم (13343).

([3])أخرجه: مسلم رقم (2807).