والكُفر، وفِعل الفَواحش! وهذا غُرور والعِياذ باللهِ.
لو كَانوا يَرجون رحمةَ اللهِ لتَركوا ما نَهى اللهُ عنه، وأَتَوْا بأوامرِه تبارك
وتعالى .
فالرجاءُ له أَسباب،
والعُقوبة لها أسبابٌ، فإذا كُنت ترجُو فاعملِ الأسبابَ الصالحةَ، وتجنَّب
الأسبابَ السيِّئة، وإلا مُجرَّد الرجاءِ هذا لا يُفِيدك شيئاً. ولهذا رَدَّ
الفقهاءُ والعلماءُ على المُرجِئة الذِين يَقولون: إن إيمانَ العبدِ يَكفي ولو لم
يَعمل؛ لأن الأعمالَ ليستْ ضَرورية، وليستْ سبباً في دخولِ الجَنة! يا سُبحان
اللهِ! الإيمانُ بدونِ عملٍ ليس إيماناً، لا بُد أن يكونَ الإيمانُ مصحوباً
بالعملِ وإلا لم يَكُن إيماناً، فلا إيمانَ بدونِ عملٍ، ولا عملَ بدونِ إيمانٍ،
فهما مُتلازمانِ.
وقوله: «فَيَأْتِي الْعَبْدُ بِهَا ثُمَّ يُحْسِنُ
ظَنَّهُ بِرَبِّهِ، وَيَرْجُوهُ أَنْ لاَ يَكِلَهُ إِلَيْهَا» أي: يَجمع بينَ
الأسبابِ والتوكُّل على اللهِ، وهَذا هو الطريقُ الصحيحُ، أما الاقتصارُ على
التوكُّل وتَرك الأسبابِ هذا غلطٌ، كذلكَ العكسُ وهو الاعتمادُ على الأسبابِ وتَرك
التوكُّل على اللهِ هذا غلطٌ أيضاً، فلا بُدَّ من الجَمع بين التوكُّل على اللهِ
وفِعل الأسبابِ.
***
الصفحة 4 / 436