×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

وهذا كما في حديثِ أَبي هُرَيْرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي زُمْرَةٌ هُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً، تُضِيءُ وُجُوهُهُمْ إِضَاءَةَ القَمَرِ لَيْلَةِ البَدْرِ»، فقامَ عُكَّاشَةُ بن محصنٍ الأَسدِيّ يرفعُ نَمِرَة عليه، فقال: يا رسولَ اللهِ، ادعُ اللهَ أن يجعلَني مِنهم، قال: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ»، ثم قامَ رجلٌ من الأنصارِ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، ادعُ اللهَ أن يجعلَني مِنهم، فقال: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ».

فأغلقَ صلى الله عليه وسلم البابَ؛ لئلاَّ يقومَ مَن ليسَ أهلاً لأنْ يكونَ مِن السبعينَ، ولكن بحُسْنِ عبارةٍ، ما قالَ له: لا تَستحِقّ، أو لستَ أهلاً لذلك؛ لئلاَّ يكسرَ خاطرَه، وإنما قالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ»، فلم يَخدشْهُ، وإنما أتَى بكلمةٍ طيَّبت نفسَه.

وليس المَعنى أنه لن يكونَ مِن السبعينَ ألفاً إلا عُكَّاشَة، بل سيكونُ منهم غَيره أيضاً، ولكن الرسولَ صلى الله عليه وسلم لم يُخبِرهم بذلك لئلاَّ يحملَهم على الاتِّكال، أو يُخبِر من ليسَ أهلاً لهذه المَنزِلة، فأغلقَ هذا البابَ لأجلِ ذلكَ.

***


الشرح