×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

وأهلُ الإيمانِ يَجمعون بين الخوفِ والرجَاء، فيَخافون اللهَ ويرجُونه، كما ذكرَ اللهُ عن أنبيائِه: {يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا} خوفاً من عِقابه، وطمعاً في ثَوابه سبحانه وتعالى : {وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} [السجدة: 16] ، { وَيَرۡجُونَ رَحۡمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓۚ} [الإسراء: 57] ، { إِنَّهُمۡ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَيَدۡعُونَنَا رَغَبٗا وَرَهَبٗاۖ} [الأنبياء: 90] ، : {رَغَبٗا}هذا الرجاءُ، : { وَرَهَبٗاۖ}هذا الخوفُ، هؤلاء هم أهلُ الإيمانِ الذينَ يجمعونَ بين الخَوْف والرجاءِ.

أما الذِي يَأخُذ الرجاءَ فقط فهذا مُرجِئ، والذي يأخذُ الخَوف فقط فهذا مِن الخَوارج.

وقوله تعالى: {وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ} من الطاعاتِ وهم يَخافون مِن اللهِ سبحانه وتعالى ، {وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] لا يَعتمدون على أعمالِهم، بل يَخافون مِن اللهِ جل وعلا ، فهم يَجمعون بينَ الخوفِ والرجَاء، ولا يُعطِّلون الأعمالَ، بل يَعملُون هذه الأعمالَ الجليلةَ.

وقد سألتْ عائشةُ رضي الله عنها رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن هذه الآيةِ، فقالتْ: «أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الخَمْرَ وَيَزْنُونَ وَيَسْرِقُونَ؟»، فقالَ لها: «لاَ يَا ابْنَةَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ، وَيَخَافُونَ أَلاَّ يُتَقَبَّلَ مِنْهُمْ»، أي: يعملونَ الصالحاتِ، ويخافونَ أن تُرَدَّ عليهم أعمالُهم ولا تُقبَل.


الشرح