×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 وَذَكَرَ أَيْضًا عَنْ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: كَتَبَتْ عَائِشَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ: «أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا عَمِلَ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ عَدَّ حَامِدَهُ مِنَ النَّاسِ ذَامًّا» ([1]).

ذَكَرَ أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «لِيَحْذَرِ امْرُؤٌ أَنْ تَلْعَنَهُ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُ»، ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرِي مِمَّ هَذَا؟» قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ يَخْلُو بِمَعَاصِي اللَّهِ فَيُلْقِي اللَّهُ بُغْضَهُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُ» ([2]).

****

الشرح

كذلكَ من أضرارِ المَعاصي أن اللهَ يُلْقِي على أهلِها البَغضاء في قُلوب الناسِ فيُبغضونه؛ لأن الناسَ - كما هو مَعروفٌ وظاهرٌ - يُحِبّون أهلَ الطاعةِ {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجۡعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحۡمَٰنُ وُدّٗا} [مريم: 96] ؛ لأن اللهَ يُحِبّهم في السماءِ وتُحبهم المَلائكة، ثم ينزِل لهم القَبُول في الأرضِ، وإن لم يكُن عندهم مالٌ ولا يُعطون النَّاس شيئاً، لكن يُحبونهم من أجلِ الطاعةِ.

بخِلاف العَاصي؛ فإن اللهَ يُلقي بُغضه في قُلوب الناسِ فيُبغضونه ويُصبح ذليلاً، ولذلك تَجِد العُصاة ذَلِيلِين حتى وإن كَانوا كبارًا في مَناصبهم أو نَسَبهم، يَجعل اللهُ ذُلَّ المَعصية على وُجُوهِهم.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد في الزهد رقم(915).

([2])أخرجه: أبو نعيم في الحلية (1/215).