وَقَالَ الإِْمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ يَا
مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، فَإِنَّكُمْ أَهْلٌ لِهَذَا الأَْمْرِ مَا لَمْ تَعْصُوا
اللَّهَ، فَإِذَا عَصَيْتُمُوهُ بَعَثَ عَلَيْكُمْ مَنْ يَلْحَاكُمْ كَمَا يُلْحَى
هَذَا الْقَضِيبُ» - لِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ - ثُمَّ لَحَا قَضِيبَهُ فَإِذَا هُوَ
أَبْيَضُ يَصْلِدُ ([1]).
وَذَكَرَ الإِْمَامُ أَحْمَدُ:
عَنْ وَهْبٍ قَالَ الرَّبُّ عز وجل قَالَ فِي بَعْضِ مَا يَقُولُ لِبَنِي
إِسْرَائِيلَ: «إِنِّي إِذَا أُطِعْتُ رَضِيتُ، وَإِذَا رَضِيتُ بَارَكْتُ،
وَلَيْسَ لِبِرَكَتِي نِهَايَةٌ، وَإِذَا عُصِيتُ غَضِبْتُ، وَإِذَا غَضِبْتُ
لَعَنْتُ، وَلَعْنَتِي تَبْلُغُ السَّابِعَ مِنَ الْوَلَدِ» ([2]).
****
الشرح
قوله: «بَعَثَ عَلَيْكُمْ مَنْ يَلْحَاكُمْ»،
أي: يَغلب عَليكم ويُذِلّكم، فالإنسانُ لا يَعتمد على نَسَبه وعلى شَرَفه، فإن
اللهَ يُهلك الطُّغاة ولو كَانوا مِن أشرافِ الناسِ، فهذه قُرَيْش قَبيلة الرسولِ
صلى الله عليه وسلم ، وهم أشرفُ قبائلِ العربِ، إذا عَصوا اللهَ فإن اللهَ تبارك
وتعالى ينتقمُ منهم ولا يَنفعهم نَسَبهم.
وهذا أبو لَهَبٍ أنزلَ اللهُ
فيه قُرآنًا يُتلَى إلى يومِ القِيامة، وما نفعَه أنه مِن قُرَيْش، ولا أنه عَمّ
رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم .
وقوله: «وَلَعْنَتِي تَبْلُغُ السَّابِعَ مِنَ الْوَلَدِ»، هذا وعيدٌ شَديد، إن اللهَ جل وعلا يَرضى إذا أُطِيع، ويَغضب إذا عُصِي، وإن اللعنةَ تُؤثِّر حتى على ذُرِّية العَاصي، وهذا من شُؤْم المَعاصي والعِياذ باللهِ.
([1])أخرجه: أحمد رقم (4380).