×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

فالواجبُ على المُسلم أن يُعظِّم أوامرَ اللهِ ونَواهيه: { ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ حُرُمَٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦۗ} [الحج: 30] ، {ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ} [الحج: 32] ، فعلى المُسلم أن يَحترم ويُعظِّم أوامرَ اللهِ ونَواهيه، ولا يتساهَل.

وقوله: «إِنَّ أَوَّلَ مَنْ مَاتَ مِنْ خَلْقِي إِبْلِيسُ»، يعني: الذِي يَعصي اللهَ يمُوت قَلبه وإن لم يَمُتْ جسدُه، ومَوت القلبِ أَعظم من مَوت الجَسد، قالَ اللهُ جل وعلا : {أَوَ مَن كَانَ مَيۡتٗا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ} [الأنعام: 122] ، كان ميتاً بالكُفر، فأحيَاه اللهُ تبارك وتعالى بالإيمانِ، سمَّى الإيمانَ حياةً، وسمَّى الكفرَ موتاً، فدلَّ على أن الموتَ كما يكونُ بمُفارقة الرُّوح البَدَن، يكُون بمَوت القلبِ، وهو الأشدُّ.

وقوله: «نُكِتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ»؛ لأن الذنوبَ تؤثِّر في القلبِ حتى يمرضَ، ثم تؤثِّر فيه حتى يزدادَ مرضاً ويموتَ، فأوَّل شيءٍ تنكتُ فيه نُكتة فيَمرض ويَسْوَدّ، ثم تَعظُم هذه النكتةُ حتى تُغطِّي على القَلب، وهذا هو الرَّان الذِي قالَ عنه اللهُ جل وعلا : {كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} [المطففين: 14] .

 وقوله: «كَالشَّاةِ الرَّبْدَاءِ» يعني السوداءَ.


الشرح