وقوله: «وَسَمَ دَابَّةً فِي وَجْهِهَا»، يعني:
بالكَيِّ، يَكوي الدابةَ في وَجهها، ويقولُ: أنا أريدُ الوَسمَ! والوَسمُ لا يجوزُ
في الوَجه، ولا الضَّرب على الوَجه.
قوله: «وَلَعَنَ مَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا أَوْ مَكَرَ
بِهِ»؛ لأنه لا يجوزُ المَكرُ بالمُسلم ولا الضَّرَر به، لقَوله صلى الله عليه
وسلم : «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ» ([1]).
وقوله: «زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ»، وهي النساءُ؛
لأن زِيارة القُبور خاصَّة بالرجالِ، وأما النساءُ فمَمْنوعاتٌ من زِيارة القُبور،
بل عَليهن اللعنَة: «لَعَنَ زَوَّارَاتِ
القُبُورِ»، وفي رواية: «زَائِرَاتِ
القُبُورِ»؛ لأن المرأةَ ضعيفةٌ ولا تتحمَّل زيارةَ القُبور ورُؤية الأمواتِ،
لا سيما إذا رَأت قبرَ قريبِها، فإنها تجزعُ وتسخطُ.
وقوله: «وَالْمُتَّخِذِينَ عَلَيْهَا الْمَسَاجِدَ
وَالسُّرُجَ»، كذلك الذينَ يُصلون عندَ القُبور، أو يَبنون عليها، هؤلاء
اتخذُوها مَساجدَ، أو أَسرجوها ووضعُوا عَليها قَناديل مِثل ما يُوضَع على
الأَضْرِحة الآنَ مِن القَناديل والأَنوار، لأنهم سهَّلوا الشِّرك للناسِ، ودَعوا
إليه بهذه الأُمور.
وقوله: «وَلَعَنَ مَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً عَلَى
زَوْجِهَا» الذي يُخبِّب الزوجةَ على زوجِها، فيَقول مثلاً: ماذا تأملِينَ مِن
فُلان وهو فقيرٌ وفيه كَذا وكَذا! حتى تَعافه، والمَرأة ضعيفةٌ إذا قِيل لها أَدنى
كلمةٍ تأثَّرت بها، فالذِي يُفسد ما بينَ الزَّوجين هذا مَلعونٌ.
وقوله: «وَلَعَنَ مَنْ أَتَى امْرَأَةً فِي
دُبُرِهَا»؛ لأن هذا لواطٌ.
وقوله: «مَنْ بَاتَتْ مُهَاجِرَةً لِفِرَاشِ زَوْجِهَا» وهي الناشزُ التِي تَنشز بغيرِ حَقٍّ وتَمنع حقوقَ زوجِها مِن إتيانِها، هذه مَلعونةٌ.
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (2341)، ومالك رقم (2982)، وأحمد رقم (2865).