وقوله: «وَلَعَنَ مَنِ انْتَسَبَ إِلَى غَيْرِ
أَبِيهِ» كذلك لو قالَ: أنا ابنُ فلانٍ، وتركَ والدَه أو أنا مِن القَبيلة
الفُلانية وما هو مِنها، هذا حَرامٌ، وكَبيرة من كبائرِ الذُّنوب، لا يَجوز
للإنسانِ يَنتسب إلى غَير أَبيه، ولا يَجوز للعَبد أن يَنتسب إلى غَير مَواليهِ
الذِين أعتقُوه.
وقوله: «مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ»
لا يَجوز للمُسلم أن يُشير بالسِّلاح إلى أَخيه المُسلم وإن كانَ يمزحُ، لأن هذا
يروِّعه، وقد يكُون فيه قَتل، فقد يَلعب بالسلاحِ وفي السلاحِ نارٌ فتنطلقُ
وتَقتله، أو ينطلقُ السيفُ من يدِه فيُصيبه أو يَقتله.
وقوله: «وَلَعَنَ مَنْ سَبَّ الصَّحَابَةَ»؛ لأن الصحابةَ لهم حُرمة، ولهم حقٌّ، ومن يَلعنهم أو يتَّهمهم بما برَّأهم اللهُ منه، فهو ملعونٌ، وقد يَكفر إذا كان يسبُّهم من أجلِ دِينهم، ومِن أجلِ مَقامهم في الإسلامِ، أما إذا سبَّهم من أجلِ أشخاصِهم فهذا كبيرةٌ من كَبائر الذنوبِ، ولكنه لا يَكفر.