وَقَدْ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَفْسَدَ فِي
الأَْرْضِ وَقَطَعَ رَحِمَهُ، وَآذَاهُ وَآذَى رَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم .
وَلَعَنَ مَنْ كَتَمَ مَا
أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى.
وَلَعَنَ الَّذِينَ
يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِنَاتِ بِالْفَاحِشَةِ.
وَلَعَنَ مَنْ جَعَلَ
سَبِيلَ الْكَافِرِ أَهْدَى مِنْ سَبِيلِ الْمُسْلِمِ.
وَلَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ
تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ ([1]).
وَلَعَنَ الرَّاشِي
وَالْمُرْتَشِي وَالرَّائِشَ ([2])، وَهُوَ:
الْوَاسِطَةُ فِي الرِّشْوَةِ.
وَلَعَنَ عَلَى أَشْيَاءَ
أُخْرَى غَيْرِ هَذِهِ.
فَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي
فِعْلِ ذَلِكَ إِلاَّ رِضَاءُ فَاعِلِهِ بِأَنْ يَكُونَ مِمَّنْ يَلْعَنُهُ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَلاَئِكَتُهُ لَكَانَ فِي ذَلِكَ مَا يَدْعُو إِلَى
تَرْكِهِ.
****
الشرح
قوله: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَفْسَدَ فِي الأَْرْضِ»، كما في قَوله سبحانه وتعالى : {فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ ٢٢أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ ٢٣} [محمد: 22، 23] ، وقوله تبارك وتعالى : {إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ} [الأحزاب: 57] ، ومنهم المُصوِّرون، فقد جاءَ في تَفسير الآيةِ أن الذِين يُؤذون اللهَ ورسولَه هم المُصوِّرون ([3])، وكذلكَ الذِي يُؤذي الناسَ بغيرِ حقٍّ.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (4098)،،أحمد رقم (8309)، والحاكم رقم (7415).