وقوله: «وَلَعَنَ مَنْ كَتَمَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ»،
كَما في قَوله جل وعلا : {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ
مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّٰهُ
لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ} [البقرة: 159] ، «وَلَعَنَ الَّذِينَ يَرْمُونَ
الْمُحْصَنَاتِ»، كما في قَوله سبحانه وتعالى : {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ
ٱلۡغَٰفِلَٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ} [النور: 23] .
وقوله: «وَلَعَنَ مَنْ جَعَلَ سَبِيلَ الْكَافِرِ
أَهْدَى مِنْ سَبِيلِ الْمُسْلِمِ»، كما في قَوله جل وعلا : {أَلَمۡ تَرَ
إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ
وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَٰٓؤُلَآءِ أَهۡدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ سَبِيلًا ٥١أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَمَن يَلۡعَنِ
ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ نَصِيرًا ٥٢} [النساء: 51، 52] ، فالذِي يَقول: إن الكُفار أهدَى
سبيلاً من المُسلمين هذا يستحقُّ اللعنةَ من اللهِ عز وجل ، وكثيرٌ مَن يعيشونَ
بيننَا ويَمدحون الكُفار ويَقولون: هم أحسنُ مِن المُسلمين.
وقوله: «وَلَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ
الرَّجُلِ»، كذلكَ من تشبَّه من أحدِ الجِنسين بالآخرِ فهو مَلعونٌ.
وقوله: «وَلَعَنَ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي
وَالرَّائِشَ»، والرشوَة: هي ما يُدفَع إلى الحُكَّام أو المُوظَّفين من أجلِ
أن يقدِّموا الراشيَ على غَيره، أو يُعطوه حقَّ غيرِه، والرَّاشي: الذِي يدفعُ
الرشوةَ، والمُرتشي: الذِي يَقبلها، والرَّائش: الذِي يَمشي بينَهما.
والآنَ بعضُ المُوظَّفين لا يَقولون للناسِ: أَعطونا رشوةً. ولكِن يوكِّلون سِمسارًا ليقولَ لصاحبِ الحَاجة: أستطيعُ أن أتوسَّط لك وأَقضي حَاجتك بشَرط أن تُعطيني كذا وكذا مِن المَال،