×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

فهي رُؤيا عَظيمة وصَحيحةٌ، فيها عبرةٌ وعِظة، وفيها زَجر عن الذنوبِ والمَعاصي، وزجرٌ عن تركِ العملِ بالقُرآن، وعن سهرِ الليلِ وتَرك صلاةِ الفجرِ الذِي عَليه كَثير مِن الناسِ الآنَ، والنهيُ عن الرِّبا، والنَّهي عن الكَذِب، والنَّهي عن الزِّنا، كُل هَذه جَرَائِم - والعِياذُ باللهِ - رَأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَها وهم يُعذَّبون.

وفيها أشياءُ طيبةٌ؛ رؤيةُ الجَنة وما فيها من النعيمِ، وما فيها من الخُضرة والأَنهار، وما فيها مِن المَباهج، والأطفالِ الذِين يَموتون على الفِطرة - يَعني وهم صِغار قَبل التكليفِ - وأنهم يكُونون في كَفالة إبراهيمَ عليه السلام ، ففِيها أشياءُ عجيبةٌ.

ولكن الشاهدَ مِنها: هَؤلاء العُصاة، وما يَجري عليهم مِن التعذيبِ في قُبورهم؛ ليكونَ ذلك زاجرًا عن هذه الجَرائم، ففيه ما تُسبِّبه الذنوبُ من عَذاب القبرِ، وعَذاب البرزخِ، فإن عذابَ القبرِ إنما يكُون بسببِ الذنوبِ والمَعاصي، لأن هذا قبلَ يومِ القِيامة، وما كانَ مِن العَذاب قبلَ يومِ القِيامة وهو ليسَ في الدُّنيا فإنه مِن البَرزخِ.

***


الشرح