×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

المُصنِّف رحمه الله رجَّحَ أن المُراد المَعاصي، وأن قَوله: {ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ} يَعني: ظَهَرَت المَعاصي، وتكُون اللامُ في قَوله: {لِيُذِيقَهُم} لامَ العَاقبة، أي: ليؤولَ بهم ذلكَ إلى العُقوبة، فدَلَّ على أن الفسادَ غَير العُقوبة، أي: الفَساد هو المَعاصي، فأذاقَهم العُقوبة عليها.

ثم ذكرَ أنواعًا من العُقوبات التي تُصيب الناسَ، وأن بَعضها تَبقى آثارُها في الأرضِ بعدَ أهلِها، مِثل ما حصلَ لثَمُود، فإن أرضَهم فيها آثارُ العذابِ وآثارُ شُؤمِ المَعصية، ولذلك نَهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن دُخولها إلا لمن كانَ خائفًا من عَذاب اللهِ عز وجل ، وأمرَ أصحابَه ألا يَستقوا من آبارِها، حتى المَاء الذِي في الآبارِ من دِيار ثَمود فيه آثارُ العَذاب، إلا البِئر الذِي كَانت نَاقة ثَمود تَشربُ منه.

فهذا يَدُل على أن المَعاصي تؤثِّر في الأرضِ، وأن ضررَها يَبقى بعد مُضِي أهلِ تلك الدِّيار، وأن دِيار المُعذَّبين تُجتَنب، ولا يَنبسط الإنسانُ فيها؛ لأنها أرضُ عَذابٍ، وأن السفرَ إليها مِن أَجلِ زيارتِها لا يجوزُ، أما إذا مَرَّ الإنسانُ بها في طَريقه، فدخلَها من أجلِ الاعتبارِ - لا مِن أَجل الإعجابِ بها وأن يُقال: هذه حَضارة ورُقِيّ ويَفتخر بها - فهذا لا بأسَ به.

***


الشرح