وقوله: «فَكَذَا يَكُونُ قَلْبُهُ
فِي هَذِهِ الدَّارِ فِي جَنَّةٍ عَاجِلَةٍ»، وهذا كقولِ شَيخ الإسلامِ ابنِ
تَيمية رحمه الله : «إن للهِ جَنَّة في
الدنيَا من لم يَدخُلها لم يَدخُل جنةَ الآخرةِ». وجَنة الدنيَا هي
ذِكْر اللهِ ولذَّة الطاعةِ؛ فإذا دخلَ العبدُ في جَنة الدنيَا - وهي ذِكْر اللهِ،
ولذَّة الطاعةِ، والأنسُ باللهِ - دخلَ جَنة الآخرةِ، وإذا لم يدخُل جَنة الدنيَا
لم يَدخل جَنة الآخرةِ، فأهلُ الطاعةِ يَجدون في لذَّة الطاعَة ما يُغنيهم عن
الدنيَا كُلها، فيتلذَّذون بقِيام الليلِ، ويتلذَّذون بالصِّيام، ويتلذَّذون
بتِلاوة القُرآن، ويتلذَّذون بفِعل الخَيرات.
خلافًا لأهلِ المعَاصي فإنهم في هَمٍّ وغَمٍّ وانقباضٍ، ولا يتلذَّذون بشيءٍ ولو كَان عِندهم شَهواتهم، وعِندهم مُتطلَّباتهم؛ لكِن الأمرَ في القلبِ هو الذِي يكُون مُتلذِّذًا أو يكُون مُنقبضًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد