ولهذا حَثَّ النبيُّ صلى
الله عليه وسلم على الجَماعة وقالَ: «مَا
مِنْ ثَلاَثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلاَ بَدْوٍ لاَ تُقَامُ فِيهِمْ الصَّلاَةُ إِلاَّ
قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا
يَأْكُلُ الذِّئْبُ القَاصِيَةَ» ([1])، وقال: «الشَّيْطَانُ ذِئْبُ الإِنْسَانِ».
فأنتَ ما تَسْلَم مِنه إلا
إذا صِرتَ مع جَماعة المُسلمين في المَسجد، ففرقٌ بينَ الذِي يُصلِّي في المَسجد
والذِي يُصلِّي في بَيته.
وقوله: «وَبُعْدُ الْبِدْعَةِ أَعْظَمُ مِنْ بُعْدِ
الْمَعْصِيَةِ» ولذلكَ الشيطَان يحرصُ على البِدعة أكثَر مِمّا يحرصُ على
المَعصية، فالبِدعة أشدُّ مِن المَعصية، لأن المُبتدع قلَّ أن يتوبَ لأنه يَرى أنه
على حقٍّ، أما العَاصي فإنه قد يَخجلُ ويَرى أنه مُخالِف، لذلك سُرعان ما يَتوب
العَاصي؛ لأنه يَرى أنه مُخالف، بخِلاف المُبتدع فيَرى أنه مُصيب، فلذلكَ صَارت
البِدعة أحبَّ إلى الشَّيطانِ مِن المَعصية.
***
([1])أخرجه: أبو داود رقم (547)، والنسائي رقم (847)، وأحمد رقم (27514).
الصفحة 3 / 436