×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

 وجاءَ في الحَديث: «احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ» ([1]) يعني: احفظْ طاعةَ اللهِ يحفظْك اللهُ؛ لأن الجَزاء مِن جِنس العَمل.

وقوله: «وَمَنْ وَالَى أَعْدَاءَ الْمَلِكِ، كَانَ هُوَ وَأَعْدَاؤُهُ عِنْدَهُ سَوَاءً»، ذِكْر الملكِ هنا مِن ضَربِ المَثَل: { وَلِلَّهِ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰۚ} [النحل: 60] ، فأنت إذا عاديتَ أعداءَ المَلك فقد عَاديتَ المَلِك، هذا شيءٌ واضحٌ، لا يُمكن أنك تُوالي الملكَ وأنتَ تُوالي أعداءَه، هذا مِثالٌ.

ولهذا قالَ تبارك وتعالى : {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ} [الممتحنة: 1] ، فيَجب عَليك أن تُعادي أعداءَ اللهِ، وأن تُحِب أولياءَ اللهِ.

وقوله: «وَالْعَدَاوَةُ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ» أي: بينَ بنِي آدمَ والشَّيطان «أَعْظَمُ مِنَ الْعَدَاوَةِ الَّتِي بَيْنَ الشَّاةِ وَبَيْنَ الذِّئْبِ»؛ لأن الذئبَ يَفْترسها، والشيطَان يَفترسُ ابنَ آدمَ أيضاً.

***


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2516)، أحمد رقم (2669)، وأبي يعلى رقم (2556).