×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

والمَعصية ذِلَّة وانحطاطٌ، فكَيف يرضَى الإنسانُ بأن يُخرجَ نفسَه مِن أهلِ الطاعةِ وأهلِ المَرفعة والمَنزلة العَالية في الدنيَا والآخِرة إلى منزلةِ السِّفْلَة والأذلاَّء والمُهانين في الدنيَا والآخِرة؟!

وهذا فيه آياتٌ كثيرةٌ تَدُل على أن أهلَ الطاعةِ هم أولياءُ اللهِ، وأهلَ المعصيةِ هم أولياءُ الشيطانِ: { ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ} [البقرة: 257] ، فكيفَ يَرضى الإنسانُ لنفسِه هذه المَنزلة؟!

وإذا أردتَ أن تعرفَ هَذا فانظُر إلى ما حصلَ لإبليسَ بسببِ المَعصية مِن الذِّلة والمَهانة والطَّرد والإبعَاد، والنَّظر إلى ما حصلَ لآدمَ عليه السلام من الرِّفْعَة والكَرامة لمَّا تابَ إلى اللهِ عز وجل ، وهَذا شيءٌ واضحٌ، اللهُ جل وعلا يقولُ: {وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ} [المنافقون: 8] .

ويقولُ تبارك وتعالى : {وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} [آل عمران: 139] ، ويَقول سبحانه وتعالى : { وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن يَتِرَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ} [محمد: 35] ، ويقولُ عز وجل : {أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣} [يونس: 62- 63] ، وجَعل الجَنَّة - وهيَ أَعلى عِلِّيين - لأهلِ الطاعةِ، وجعلَ النارَ - وهيَ أَسْفَل سَافلين - لأهلِ المَعصية.


الشرح