تَعَالَى وَالدَّارِ
الآْخِرَةِ بِهَا؟! فَكَيْفَ يَنَالُ الْعَبْدُ مِنْهَا فِي هَذَا الزَّمَنِ
الْقَصِيرِ الَّذِي هُوَ فِي الْحَقِيقَةِ كَغَفْوَةِ حُلْمٍ، لاَ نِسْبَةَ لَهُ
إِلَىدَّارِ الْقَرَارِ أَلْبَتَّةَ؟!
قَالَ تَعَالَى: {وَيَوۡمَ
يَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّنَ ٱلنَّهَارِ
يَتَعَارَفُونَ بَيۡنَهُمۡۚ} [يُونُسَ: 45] .
وَقَالَ تَعَالَى: {يَسَۡٔلُونَكَ
عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَىٰهَا ٤٢فِيمَ أَنتَ مِن ذِكۡرَىٰهَآ ٤٣إِلَىٰ
رَبِّكَ مُنتَهَىٰهَآ ٤٤إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخۡشَىٰهَا ٤٥كَأَنَّهُمۡ
يَوۡمَ يَرَوۡنَهَا لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا عَشِيَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا ٤٦} [النَّازِعَاتِ:
42- 46] .
وَقَالَ تَعَالَى: {كَأَنَّهُمۡ
يَوۡمَ يَرَوۡنَ مَا يُوعَدُونَ لَمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّن نَّهَارِۢۚ
بَلَٰغٞۚ} [الأَْحْقَافِ:
35] .
وَقَالَ تَعَالَى: {قَٰلَ كَمۡ
لَبِثۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ عَدَدَ سِنِينَ ١١٢قَالُواْ لَبِثۡنَا يَوۡمًا أَوۡ بَعۡضَ
يَوۡمٖ فَسَۡٔلِ ٱلۡعَآدِّينَ ١١٣قَٰلَ إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا قَلِيلٗاۖ لَّوۡ أَنَّكُمۡ
كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١١٤} [الْمُؤْمِنِينَ: 112- 114] .
وَقَالَ تَعَالَى: {يَوۡمَ يُنفَخُ
فِي ٱلصُّورِۚ وَنَحۡشُرُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَئِذٖ زُرۡقٗا ١٠٢ يَتَخَٰفَتُونَ
بَيۡنَهُمۡ إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا عَشۡرٗا ١٠٣نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذۡ
يَقُولُ أَمۡثَلُهُمۡ طَرِيقَةً إِن لَّبِثۡتُمۡ إِلَّا يَوۡمٗا ١٠٤} [طه: 102- 104] .
فَهَذِهِ حَقِيقَةُ الدُّنْيَا عِنْدَ مُوَافَاةِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَلَمَّا عَلِمُوا قِلَّةَ لُبْثِهِمْ فِيهَا، وَأَنَّ لَهُمْ دَارًا غَيْرَ هَذِهِ الدَّارِ، هِيَ دَارُ الْحَيَوَانِ وَدَارُ الْبَقَاءِ؛ رَأَوْا مِنْ أَعْظَمِ الْغَبْنِ بَيْعَ دَارِ الْبَقَاءِ بِدَارِ الْفَنَاءِ، فَاتَّجَرُوا تِجَارَةَ الأَْكْيَاسِ، وَلَمْ يَغْتَرُّوا بِتِجَارَةِ السُّفَهَاءِ مِنَ النَّاسِ، فَظَهَرَ لَهُمْ يَوْمَ التَّغَابُنِ رِبْحُ تِجَارَتِهِمْ وَمِقْدَارُ مَا اشْتَرَوْهُ، وَكُلُّ أَحَدٍ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا بَائِعٌ مُشْتَرٍ مُتَّجِرٌ، وَكُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فموبقها، أو مُبْتَاعُها فَمُعْتِقُهَا ([1]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (223).