وَكَانَ أَحَدُهُمْ يَسْمَعُ الْكَلِمَةَ
الصَّالِحَةَ مِنَ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: مَا أَلْقَاهُا عَلَى لِسَانِكَ إِلاَّ
الْمَلَكُ، وَيَسْمَعُ ضِدَّهَا فَيَقُولُ: مَا أَلْقَاهَا عَلَى لِسَانِكَ إِلاَّ
الشَّيْطَانُ، فَالْمَلَكُ يُلْقِي بِالْقَلْبِ الْحَقَّ وَيُلْقِيهِ عَلَى اللِّسَانِ،
وَالشَّيْطَانُ يُلْقِي الْبَاطِلَ فِي الْقَلْبِ وَيُجْرِيهِ عَلَى اللِّسَانِ.
فَمِنْ عُقُوبَةِ
الْمَعَاصِي: أَنَّهَا تُبْعِدُ مِنَ الْعَبْدِ وَلِيَّهُ الَّذِي سَعَادَتُهُ فِي
قُرْبِهِ وَمُجَاوَرَتِهِ وَمُوَالاَتِهِ، وَتُدْنِي مِنْهُ عَدُوَّهُ الَّذِي
شَقَاؤُهُ وَهَلاَكُهُ وَفَسَادُهُ فِي قُرْبِهِ وَمُوَالاَتِهِ، حَتَّى إِنَّ
الْمَلَكَ لَيُنَافِحُ عَنِ الْعَبْدِ، وَيَرُدُّ عَنْهُ إِذَا سَفِهَ عَلَيْهِ
السَّفِيهُ وَسَبَّهُ، كَمَا اخْتَصَمَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم رَجُلاَنِ، فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا يَسُبُّ الآْخَرَ وَهُوَ سَاكِتٌ،
فَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ يَرُدُّ بِهَا عَلَى صَاحِبِهِ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم .
فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ لَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ قُمْتَ.
فَقَالَ: «كَانَ الْمَلَكُ
يُنَافِحُ عَنْكَ، فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ جَاءَ الشَّيْطَانُ فَلَمْ أَكُنْ
لأَِجْلِسَ» ([1]).
وَإِذَا دَعَا الْعَبْدُ
الْمُسْلِمُ لأَِخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ أَمَّنَ الْمَلَكُ عَلَى دُعَائِهِ،
وَقَالَ: «وَلَكَ بِمِثْلٍ» ([2]).
وَإِذَا فَرَغَ مِنْ
قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ أَمَّنَتِ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى دُعَائِهِ ([3]).
وَإِذَا أَذْنَبَ الْعَبْدُ
الْمُوَحِّدُ الْمُتَّبِعُ لِسَبِيلِهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم
اسْتَغْفَرَ لَهُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَمَنْ حَوْلَهُ.
وَإِذَا نَامَ الْعَبْدُ عَلَى وُضُوءٍ بَاتَ فِي شِعَارِه مَلَكٍ ([4]).
([1])أخرجه: أحمد رقم (9624)، والبزار رقم (8495).