وقوله: «فَإِنْ كَانَ شَيْخًا كَانَ أَعْظَمَ
إِثْمًا»، لقَوله صلى الله عليه وسلم : «ثَلاَثَةٌ
لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلاَ يُزَكِّيهِمْ، وَلاَ يَنْظُرُ
إِلَيْهِمْ، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ: شَيْخٌ زَانٍ، وَمَلِكٌ كَذَّابٌ،
وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ» ([1]) وفي روايةٍ: «أُشَيْمِطٌ زَانٍ» ([2])والأُشَيْمِط هو:
الذِي فيه شَيبٌ؛ لأن داعيَ الشهوةِ في الشبابِ أقوَى مِن داعِي الشهوةِ في
الكَبير؛ وكَونه يَزني وهو كبيرٌ هذا دليلٌ على خُبثه؛ لأن ليسَ عِنده داعٍ
للزِّنا لكِبره، فصَار زِنَا الكبيرِ أشدَّ من زِنَا الصغيرِ.
وقوله: «فَإِنِ اقْتَرَنَ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ فِي
شَهْرٍ حَرَامٍ أَوْ بَلَدٍ حَرَامٍ أَوْ وَقْتٍ مُعَظَّمٍ عِنْدَ اللَّهِ -
كَأَوْقَاتِ الصَّلاَةِ وَأَوْقَاتِ الإِْجَابَةِ - تَضَاعَفَ الإِْثْمُ»، قد
يُضَاف إلى إثمِ العُقوبة آثامٌ أُخَرُ؛ كأن يزنيَ في البلدِ الحَرام، أو في
الشهرِ الحَرام، أو يَزني في الأوقاتِ التِي هي مُعظَّمة عِند اللهِ عز وجل ،
فيَنتهك الحُرمة، فيَنضاف هذا إلى حُرمة الزِّنا.
***
الصفحة 6 / 436