×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الأول

فَإِنِ اتَّفَقَ أَنْ تَكُونَ الْمَرْأَةُ رَحِمًا مِنْهُ انْضَافَ إِلَى ذَلِكَ قَطِيعَةُ رَحِمِهَا.

فَإِنِ اتَّفَقَ أَنْ يَكُونَ الزَّانِي مُحْصَنًا كَانَ الإِْثْمُ أَعْظَمَ، فَإِنْ كَانَ شَيْخًا كَانَ أَعْظَمَ إِثْمًا، وَهُوَ أَحَدُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.

فَإِنِ اقْتَرَنَ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ فِي شَهْرٍ حَرَامٍ أَوْ بَلَدٍ حَرَامٍ أَوْ وَقْتٍ مُعَظَّمٍ عِنْدَ اللَّهِ - كَأَوْقَاتِ الصَّلاَةِ وَأَوْقَاتِ الإِْجَابَةِ - تَضَاعَفَ الإِْثْمُ.

وَعَلَى هَذَا فَاعْتَبِرْ مَفَاسِدَ الذُّنُوبِ وَتَضَاعُفَ دَرَجَاتِهَا فِي الإِْثْمِ وَالْعُقُوبَةِ، وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ.

****

الشرح

قالَ اللهُ جل وعلا : {وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا} [الإسراء: 32] ، فالزِّنا شديدٌ عُقوبته، وشديدٌ أثرُه على الناسِ، لأنه يُفسِد المُجتمع، ويَخلط الأنسابَ، ويُسبِّب الأمراضَ الفتَّاكة، فهو أشدُّ الذنوبِ بعدَ قتلِ النفسِ بغيرِ حقٍّ.

ومِن الزِّنا المُغَلَّظ: أن يزنيَ بامرأةٍ لها زوجٌ، فيُدخِل عليه أولادًا ليسُوا منه، ويُفسد زَوجته عليه.

وقوله: «وَأَعْظَمُ أَنْوَاعِ الزِّنَا: أَنْ يَزْنِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِهِ»، الزِّنا شديدُ التحريمِ عموماً، لكن خِيانته لجارِه هذه أشدُّ، فأعظمُ الزِّنا أن يزنيَ بزوجةِ جَاره، فيَخُون جَاره الذِي ائتمنَه وجَاوَرَه، والجَار له حقٌّ عظيمٌ، فلا يجوزُ الإساءةُ إليه، أو أن يطَّلع على أسرارِه، أو عَلى عوراتِه؛ لأنَّ له حُرمَةً أشدَّ مِن حُرمَة بَقِيّة الناسِ، فإذَا خَانه كانَ هذا أشدَّ الزِّنا.

وقوله: «فَإِنِ اتَّفَقَ أَنْ تَكُونَ الْمَرْأَةُ رَحِمًا مِنْهُ انْضَافَ إِلَى ذَلِكَ قَطِيعَةُ رَحِمِهَا»، كذلك الزِّنا بذَواتِ مَحارِمه أشدُّ من الزِّنا بالأجنبيةِ. 


الشرح